أ.د. عبداللطيف حسين حيدر الحكيمي
-
مكتب التربية العربي لدول الخليج - الرياض
166
2015-1437
10
05:57:07
هذا الكتاب (القصة) مقاربة جديدة في تحسين التعليم وتنمية التفكير مستندة إلى خبرة الباحث، ونتائج بحوث علم النفس المعرفي، ونظريات المعرفة، وأعمال مفكرين بارزين مثل: جون ديوي، وجان بياجيه، وليف فيجوتسكي، وروبرت مارزانو، والثنائي كوستا وكاليك. وتستفيد القصة من نتائج البحوث التي درست الأفراد الناجحين في مختلف مناحي الحياة، والذين تبين أنهم يستخدمون عادات تفكير مميزة في حياتهم الشخصية، والمهنية، والعامة. وتنادي هذه المقاربة الجديدة بتبني عادات التفكير المنتج في التعليم وتنمية التفكير بوصفها أدوات عقلية يحتاج أن يغرسها القادة التربويون وواضعو المناهج الدراسية والمعلمون وأولياء الأمور لدى المتعلمين في جميع مراحل التعليم: مرحلة رياض الأطفال، مرورًا بالمرحلة الأساسية، ثم المرحلة الثانوية، وانتهاءً بالمرحلة الجامعية. ويحتاج المتعلمون إلى تنميتها بحيث تصبح عادات لديهم، لإيقاظ عقولهم وتنشيطها، وتوجيه اهتمامهم لاكتساب معارف جديدة. وتهدف هذه المقاربة الجديدة إلى إكساب المتعلمين سلوكات ذكية تمكّنهم من تطوير أنفسهم، على نحو يجعلهم قادرين على التعلـّم وتنمية التفكير والاستمرار في ذلك طوال حياتهم عند التعامل مع المواقف التعليمية، أو حل المشكلات، أو التفكير في أي قضية تمس حياتهم؛ فهي تولّد عندهم طاقة ذاتية داخلية كبيرة، تنير عقولهم، وتشحذ هممهم، وتزودهم بالوقود العقلي اللازم للتعامل مع مختلف المواقف. وقد تمَّ عرض هذه المقاربة بأسلوب قصصي، يُلخص رحلة تعلـّم فتى طويلة الأمد، بدأها في طفولته منطلقـًا من الريف، ثم أثناء تعلـّمه في مدن مختلفة. كما تعرض خلاصة تجربته التعليمية عندما أصبح شابـًا راشدًا يَدرُس خارج بلاده؛ وأخيرًا، تعرض هموم هذا الفتى ومجموعة من زملائه، عندما وجدوا أنفسهم ملتزمين مهنيـًّا وأخلاقيـًّا بتطوير التعليم في بلادهم. والقصة لا تدور حول شخصية بعينها، وإنما قد تمثل مسيرة جيل بكامله، في أي بلد عربي؛ جيل بدأ مسيرته التعليمية مبكرًا خلال ستينيات القرن الماضي، وامتدت حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين؛ حيث مرَّ هذا الجيل بخبرات تعلـّم تراكمية، تكاد تكون متشابهة، سواء داخل البلد أم خارجها. وقد عُرضت هذه المقاربة الجديدة في صورة قصصية استنادًا إلى قناعة راسخة بأن قضية التربية والتعليم لا تخصّ التربويين وحدهم، بل هي قضية رأي عام، ينبغي أن يشارك فيها جميع أفراد المجتمع. ويُؤمّل من استخدام هذا الأسلوب أن تلقى القصة الانتشار الذي تستحقه، بُحكم أهمية موضوعها، لتشكيل وعي جديد حول موضوعها، بهدف بلورة رأي عام ضاغط يدفع بتبني مقاربة جديدة في تحسين التعليم وتنمية التفكير، بما يحقق إحداث نقلة نوعية في طريقة إعداد جيل المستقبل، جيل القرن الحادي والعشرين. وقد تمَّ اختيار عنوان لهذه القصة، هو: "رحلة في دنيا المعرفة: أنيروا عقول المتعلمين قبل أن يُظلِم المستقبل"، لإبراز أهمية المعرفة في تشكيل حياة الإنسان؛ والتأكيد على دور النظام التعليمي، والمعلمين، وأولياء الأمور، والمجتمع في غرس عادات التفكير المنتج لدى المتعلمين؛ ليتمكّنوا من اكتساب منهجية فعالة لتحصيل المعرفة وتنمية تفكيرهم، ليكونوا قادرين على عيش حياة كريمة هانئة، وليصبحوا أعضاءً فاعلين في دفع عجلة التنمية المستدامة في بلادهم إلى الأمام.