مايك شموكر
مكتب التربية العربي لدول الخليج
مكتب التربية العربي لدول الخليج - الرياض
348
1433 - 2012
555
15:26:06
يأتي هذا الكتاب كما يقول معالي الدكتور علي بن عبدالخالق القرني, المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج ضمن اهتمام المكتب بتنمية العملية التربوية وإثرائها من خلال نقل التجارب والنظريات الحديثة المطروحة في الساحة العالمية إلى اللغة العربية. ويهدف الكتاب إلى مساعدة المعلمين والطلاب والإداريين على تحقيق نتائج إيجابية, من خلال ثلاثة أمور محددة هي: مناهج متماسكة بشكل منطقي مبرر، ليس فيها انفصال أو انقطاع (ماذا نعلـّم؟)، ومحتوى من الدروس القابلة للفـَهم والاستيعاب (كيف نعلـّم؟)، وقراءة وكتابة تتجاوز الإطار الشكلي بمراحل؛ لتصل إلى الأداء الغرضي أو القصدي الذي يسمح بتوظيفها على أفضل نحو ممكن، في كل نظام تعليمي أو في كل عملية قراءة وكتابة جوهرية ذات هدف (بما يشكل تكاملاً دقيقـًا مع العاملين السابقين: ماذا نعلـّم؟ وكيف نعلـَم؟). في القسم الأول من الكتاب، اختبار قوة البساطة التي يمكن تطبيقها من خلال «ماذا نعلـّم؟» و«كيف نعلـّم». فالفصل الأول يصف كيف يمكن أن تكون البساطة مصدرًا ووسيلة إلى النفع العام، ولكنها في الوقت نفسه تؤدي مهمتها بغيره إذ لاتسمح لنا إلا بالتركيز فقط على أولويات محدودة للغاية، يتم اختيارها بعناية في كل مرة. وبالفعل، فإن أي مبادرة يمكن أن نتبناها قبل أن يتم تنفيذ تلك المبادئ الثلاثة الأساسية، فإن ذلك لن يؤدي-في حقيقة الأمر-إلا إلى تأجيل تنفيذها، ومن ثم تأجيل إحداث تأثيرها على تعلـّم الطالب، ودون هذه العناصر الثلاثة الأساسية، وحسب الترتيب الذي أشير إليه من قبل، فإن أي مبادرة من التحسينات الصورية محكوم عليها بالإخفاق؛ ذلك أنها ستكون أشبه بالقصور أو القلاع التي يبنيها الأطفال على رمال الشواطئ، هذا هو الدرس الأول الذي تلقيته عبر الثلاثين عامـًا الأخيرة من الإصلاح. يوضح مايك شموكر في الفصل الثاني العناصر البسيطة والأساسية لما ينبغي علينا أن نعلَّمه، متضمنة الإلمام بالقراءة والكتابة والتحدث. إن هذه العناصر يجب أن تضمن -فعليًّا-أنه سيتم إعداد كل الطلاب للحياة الجامعية والحياة العملية والمواطنة. إن مثل هذا التعليم ليس بالأمر الجديد، ولكنه يقع في مركز أكثر المفاهيم استنارةً لأساليب التعلـّم في القرن الحادي والعشرين (والتي يجب أن تكون متميزة عن أكثر المبادرات أو المفاهيم ابتداعـًا أو تلك التحسينات التي تدفعنا إليها الأغراض التسويقية أو التجارية فحسب). بالإضافة إلى ذلك، فإننا إذا أردنا أن تكون لدى كل الممارسين التربويين تلك النظرة الواضحة الثاقبة بخصوص ماذا نعلـّم، فإننا بحاجة إلى أن نتبنى تلك النظرة الاستباقية الجادة فيما يتعلق بالمعايير التعليمية المطبقة سواء على مستوى الولاية أو مستوى الأمة كلها. إننا بحاجة ماسة إلى الذكاء، أو بمعنى أدق إلى الحيطة والحذر، وإلى الفـَهم الدقيق للمستندات الخاصة بالمعايير؛ لتتوافر لدينا القدرة على انتقائها. إن القصدية المجردة في أن نبسط ونوضح كل التوقعات المحتملة بخصوص ما نعلم، تقودنا في أغلب الأحيان إلى تعقيد للأمور ودحض أو تفنيد جهودنا الرامية صوب إيجاد مناهج ذات نوعية محكمة مترابطة متكاملة في كل منهج دراسي مما يدرسه طلابنا (وربما تظل المناهج هي أكثر العوامل تأثيرًا في التعلـّم ). ويختتم الفصل الثاني بمناقشة المعايير المقبولة للإصلاح التعليمي متبوعة بدليل استرشادي موجز بسيط، يبيّن كيفية اختيار المستويات الأساسية لأي منهج دراسي. وفي الفصل الثالث يبيّن المؤلف ببساطة الكيفية التي يجب أن نعلم بها؛ لكي نحدث ذلك الأثر المذهل والتحسين القوي الذي يضمن المعلم حدوث تأثيره على تعلـّم الطالب. إن إدراك الكيفية هو أمر غير منفصل عن الإلمام بالقراءة والكتابة، وسوف نقوم بفحص الأسس البسيطة والمعرفة منذ أمد بعيد للبنية التي تتكون منها الدروس الجيدة: إن منشأ هذه النوعية من الدروس والبحث الجديد يعتمد على ذلك التأثير المذهل والفوري لمثل هذه المعايير، والذي يمكن أن يحدث بالفعل إذا بدأ معظم المعلمين بالفعل في تطبيق تلك المعايير باتساق وثبات ومثابرة. وينتهي الفصل الثالث بنموذجين مباشرين صريحين، والتي تتكامل وتندمج فيها هذه العناصر الأساسية مع بعضها البعض. إن الاختلافات الحادثة في هذين النموذجين البسيطين يمكن استخدامها لكل أو معظم المعلمين في كل مادة دراسية على حدة، لقد قمنا بتعقيد حياة المعلمين بما فيه الكفاية وعلى مدى زمن طويل، لقد حان الوقت لأن نجعل عملهم أكثر بساطة بأساليب كثيرة، تجعلهم أكثر فاعلية بمجهود أقل وبإجهاد أقل. أما بالنسبة للفصول من الرابع إلى السابع، والتي تكون القسم الثاني من الكتاب، ففيها يصف مايك شموكر كلاً من مبدأي «ماذا نعلـّم؟» و «كيف نعلـّم؟» وكيف يمكن أن يكون تدريسنا ذو فاعلية في المواد الدراسية الأربع -التي يتناولها الكتاب، عبر هذه الفصول -وهي: اللغة الإنجليزية وفنونها الأربعة، والدراسات الاجتماعية، والعلوم، والرياضيات. سوف نتعلـّم كيف يمكن لنا أن نتحرى عن طبيعة التحديات المتعلقة بهذه المعايير القياسية للإصلاح التعليمي في كل مادة دراسية، ولا تزال اللغة الإنجليزية، وفنونها والرياضيات، على وجه الخصوص، في حاجة إلى التوضيح والتبسيط. وبالنسبة لكل نظام من الأنظمة المتعلقة بهذه المواد، فسوف يفصل مايك شموكر الكيفية التي يدافع فيها الخبراء عن الممارسات المحورية نفسها -خاصة الإلمام الفعلي بقواعد القراءة والكتابة، أو التكافل الفعلي القصدي للقراءة الهادفة والكتابة التوظيفية والتحدث الهادف داخل كل مادة دراسية على حدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المؤلف مايك شموكر يقوم في القسم الثاني من الكتاب كذلك بإعطاء معالجة تفصيلية مستديمة لتوضيح مدى الحاجة إلى نطاق عريض من المساعدة، يتمثل في الأخبار الحالية ووجهات النظر المطروحة في الفصل، كما أنه سوف يكون قادرًا على أن يتوقع ما يمكن أن يحدث، ويقول المؤلف أنه إذا أخذ الموقف بصورة جدية، فسوف نشهد نوعـًا متميزًا من المباريات التي يتبادل فيها كل الأطراف على كل ما نروم تحقيقه من أهداف غالية، متمثلة في: اشتراك الطالب وإسهامه فيما يتعلمه، وتنشيط ذاكرة الطالب وقدرته على التذكر، وحسن الإعداد للحياة الجامعية لكل الطلاب، وتعديل اتجاهاتهم نحو المدرسة، وزيادة الاتجاهات والسلوكيات الإيجابية لكل من الطلاب والمعلمين. ومن الجدير بالذكر أن المؤلف يعمد في نهاية كل فصل من فصول الكتاب إلى تقديم إيجاز بالنقاط الأساسية لما ورد بالفصل من عناصر وقضايا تمَّ عرضها في ثناياه، وهذه سمة مميزة من سمات تصميم الكتاب الواضحة، ويقول المؤلف إنه أثناء كتابة هذه الفصول، وإعادة تنقيحها، فإنه كان يشعر بضرورة أن ينتظم الخيط الجامع أو الرابط بين هذه العناصر الثلاثة الأساسية والمتعلقة بـ:«ماذا نعلــّم؟»، و«كيف نعلـّم؟» و«الإلمام الحقيقي والكافي بمبادئ القراءة والكتابة»، على أن تضاف في الوقت ذاته طبقات -كقياس صحيح- من الوضوح والتحديد النوعي الدقيق. ويتمنى المؤلف أن هذه المعاودة والتكرار من الكتابة والتأكيد على المضامين ذاتها أن تساعدنا على توضيح أعمالنا، وكذلك على توضيح مدى الحاجة إلى تضمين وتأكيد مثل هذه الأولوية في تدعيم جهود التحسين المدرسي. ومرة ثانية، يعاود المؤلف التأكيد على أن قضية الكتاب هي كسر وتحطيم تلك الإصلاحات الصورية الواهنة، التي تحكمت أو غمرت المجال التعليمي لما يزيد على أكثر من ثلاثين عامـًا، ومن ثم، فإن علينا أن نركز على هذه القضايا الثلاث فقط -وهذه القضايا دون غيرها - والتي لن تؤتي ثمارها أو جدواها، إلا إذا تمَّ تنفيذها على أساس تفسيري واضح في ذهن القائمين على التنفيذ في اي مدرسة، وإذا فعلنا ذلك فإن التأثير الناتج سيكون في غاية السرعة وغير مسبوق. ويدعونا المؤلف إلى أن نبدأ رحلتنا بالنظر إلى المفاهيم التي يمكنها أن تجعل هذه الإسهامات والإلهامات الرائعة ممكنة التحقق: البساطة والوضوح وتحديد الأولويات.